بعد مقتل طفل في درعا.. خطر الألغام يلاحق أطفال سوريا
بعد مقتل طفل في درعا.. خطر الألغام يلاحق أطفال سوريا
شهدت بلدة الكرك بريف درعا جنوب سوريا، حادثة مأساوية راح ضحيتها طفل في الرابعة من عمره، إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات الحرب التي أنهكت البلاد على مدى أكثر من 13 عاماً.
وأعادت هذه المأساة تسليط الضوء على الخطر المستمر الذي تمثله الألغام والذخائر غير المنفجرة على حياة المدنيين، ولا سيما الأطفال الذين غالباً ما يكونون الضحايا الأكثر ضعفاً.
وأكد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيانٍ اليوم الخميس، أن حصيلة الضحايا منذ ديسمبر الماضي بلغت 611 شخصاً نتيجة انفجار مخلفات الحرب، بينهم 166 طفلاً و42 امرأة، فيما أصيب 666 آخرون بينهم 291 طفلاً و21 امرأة.
وتعكس هذه الأرقام مدى اتساع رقعة الخطر الذي يهدد المجتمعات المحلية، ويضاعف المآسي الإنسانية التي يعاني منها السوريون يومياً.
معاناة ممتدة للأطفال
واجه ملايين الأطفال السوريين منذ اندلاع النزاع عام 2011 انتهاكات جسيمة تمثلت في التشريد القسري وفقدان أفراد العائلة والحرمان من التعليم، إضافة إلى التعرض المباشر للعنف أو مشاهدة مشاهد القتل والدمار.
وزاد انتشار الألغام والذخائر غير المنفجرة من حجم المخاطر اليومية، حيث تحولت مناطق واسعة من الريف إلى حقول موت غير معلنة تهدد حياة الأطفال أثناء اللعب أو التنقل إلى المدارس.
تسببت سنوات الحرب في سوريا في انتشار ملايين الألغام والذخائر في مختلف أنحاء البلاد، لا سيما في المناطق التي شهدت مواجهات عنيفة بين قوات النظام والمعارضة أو بين جماعات مسلحة مختلفة.
ورغم محاولات بعض المنظمات الدولية والفرق المحلية العمل على إزالة الألغام، فإن غياب الاستقرار الأمني والموارد اللازمة يجعل من هذه المهمة شديدة الصعوبة. وتشير تقديرات الأمم المتحدة إلى أن سوريا تُعد اليوم واحدة من أكثر دول العالم تلوثاً بالألغام.
أبعاد إنسانية ونداءات
يحذر خبراء حقوق الإنسان ومنظمات الطفولة من أن استمرار تجاهل هذه الأزمة يضع جيلاً كاملاً من الأطفال أمام مستقبل محفوف بالمخاطر، حيث يهدد انفجار لغم أو قذيفة غير منفجرة بفقدان الحياة أو الإصابة بإعاقات دائمة.
وتطالب منظمات دولية مثل اليونيسف ومنظمة الصحة العالمية بضرورة تكثيف الجهود لإزالة الألغام وتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للأطفال المتأثرين بالحرب، معتبرة أن التعامل مع هذا الخطر لا يقل أهمية عن توفير الغذاء والتعليم والرعاية الصحية.